يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 24 ديسمبر 2015

فوائد الذكر

فوائد الذكر
 
 
 
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بالذكر فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً *
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً *
 تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحيِّ والميت) [أخرجه البخاري]. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك, فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟".

 
قال ابن القيم رحمه الله: وفي الذكر أكثر من مائة فائدة:
إحداها: أنه يطرد الشيطان، ويقمعه، ويكسره.
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: أنه يزيل الهمّ والغمّ عن القلب.
الرابعة: أنه يقوي القلب والبدن.
الخامسة: أنه ينور الوجه والقلب.
السادسة: أنه يجلب الرزق.
السابعة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
الثامنة: أنه يورثه المحبة، التي هي روح الإسلام، وقطب رحى الدين، ومدار السعادة والنجاة.
التاسعة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه.
العاشرة: أنه يورثه الإنابة، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره، أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه.
الحادية عشرة: أنه يورثه القرب منه، فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه.
الثانية عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة، وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة.
الثالثة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله، لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى، بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه.
الرابعة عشرة: أنه قوت القلب والروح، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته.
الخامسة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صداه، وصدأ القلب الغفلة والهوى، وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار.
السادسة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها. فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
السابعة عشرة: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشة لا تزول إلا بالذكر.
الثامنة عشرة: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدَّة.
التاسعة عشرة: أنه ينجي من عذاب الله تعالى، كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعاً «ما عمل آدمي عملاً أنجى من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى».
العشرون: أنه سبب تنزيل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
الحادية والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين. فليتخير العبد أعجبهما إليه وأولاهما به، فهو مع أهله في الدنيا والآخرة.
الثانية والعشرون: أنه يسعد الذاكر بذكره، ويسعد به جليسه. وهذا هو المبارك أينما كان، والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته، ويشقى به مجالسه ما كان.
الثالثة والعشرون: أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة. فإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة.
الرابعة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر، أفضل ما يعطي السائلين.
الخامسة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها، فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها.
السادسة والعشرون: أنه غراس الجنة.
السابعة والعشرون: أن دوام ذكر الرب يوجب الأمان من نسيانه، الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده، فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها.
الثامنة والعشرون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى.
التاسعة والعشرون: في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.
الثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب، فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته وهمومه وعزومه.
الحادية والثلاثون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سنته. والقلب إذا كان نائماً فاتته الأرباح والمتاجر وكان الغالب عليه الخسران.
الثانية والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمَّر إليها السالكون، فلا سبيل إلى نيل ثمارها إلا من شجرة الذكر، وكلما عظمت تلك الشجرة ورسخ أصلها كان أعظم لثمرتها.
الثالثة والثلاثون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله عز وجل، ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
الرابعة والثلاثون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكر الله.
الخامسة والثلاثون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه، فالقلوب مريضة وشفاؤها دواؤها في ذكر الله تعالى.
السادسة والثلاثون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها، والغفلة أصل معاداته ورأسها.
السابعة والثلاثون: أنه ما استجلبت نعم الله عز وجل، واستدفعت نقمه بمثل ذكر الله تعالى؛ فالذكر جلاب للنعم، دافع للنقم.
الثامنة والثلاثون: أن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر، ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز.
التاسعة والثلاثون: أن مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك.
الأربعون: أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراً لله عز وجل، فأفضل الصوام أكثرهم ذكراً لله عز وجل في صومهم، وأفضل المتصدقين أكثرهم ذكراً لله عز وجل، وأفضل الحاج أكثرهم ذكراً لله عز وجل، وهكذا سائر الاحوال.
الحادية والأربعون: أن إدامته تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية.
الثانية والأربعون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها، ونعيمه وسروره بها.
الثالثة والأربعون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق، فما ذكر الله عز وجل على صعب إلا هان، ولا على عسير إلا تيسر، ولا مشقة إلا خفت.
الرابعة والأربعون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله عز وجل.
الخامسة والأربعون: أن دور الجنة تبنى بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.
السادسة والأربعون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم، فإذا كانت له إلى جهنم طريق من عمل من الأعمال كان الذكر سداً في تلك الطريق، فإذا كان ذكراً دائماً كاملاً كان سداً محكماً.
السابعة والأربعون: أن الملائكة تستغفر للذاكر، كما تستغفر للتائب.
الثامنة والأربعون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله.
التاسعة والأربعون: أن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء، فلو لم يكن للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه، لكفى به.
الخمسون: أنه يكسو الوجه نضرة في الدنيا، ونوراً في الآخرة، فالذاكرون أنضر الناس وجوهاً في الدنيا، وأنورهم في الآخرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق